الإكثار أم التقليل من شرب الماء؟

الإكثار أم التقليل من شرب الماء؟




بالرغم من أن مشكلتي مع الماء تنحصر في حقيقة أنني لا أشرب كميات كافية منه، ولا أدري إذا كان ذلك بسبب التنشئة الخاطئة، أو عدم الشعور بالعطش أو وجود المكيفات التي تلطف الجو ولا تجعلنا نشعر بالعطش بشكل طبيعي،ولكن النتيجة هي أن ذلك بات يسبب لي بعض المتاعب الصحية، بالإضافة إلى سماع سيل لا ينتهي من النصائح وأحيانا كثيرة من المحاضرات المملة عن فوائد الماء.

ولقد سعدت حقا عندما صادفتني هذه الدراسة المذهلة، فوفقا لهذه الدراسة فأن تناول الكثير من الماء قد يكون له نتائج خطرة على الصحة أيضا.



فقد أفادت دراسة بريطانية أن الإكثار من شرب الماء قد تكون له نتائج خطيرة على الصحة، إذ ينصح العلماء بعدم شرب الماء دون الحاجة إليه ويفضلون شرب الماء فقط عندما يشعر الإنسان بالعطش.

هذا وقد كشفت الدراسة أن شرب الماء قد يؤدي إلى الإصابة بمرض يسمى تسمم الماء، و هي حالة يصبح فيها الدم خفيف التركيز بحيث تنخفض معدلات الصوديوم فيه مما يؤدي إلى انهيار الجسم بسبب الإصابة بالدوار مع صعوبات في التنفس.

لذلك ينصح العلماء بشرب كوب واحد من الماء أثناء ممارسة التمارين الرياضية. حيث يستهلك الجسم ضعف الكمية العادية من الماء عند ممارسة التمارين الرياضية.
كذلك شملت التنبيهات النساء الحوامل ، حيث تم تنبيههن من ممارسة التمارين الرياضية بشكل مبالغ فية اثناء فترة الحمل. حيث ان ممارسة الرياضة قد يؤدي إلى ولادة الطفل بوزن اقل من المعتاد.

هذا وقد أضاف الخبراء بأن الاعتدال هو الحل، لذلك ينصح بشرب الماء باعتدال وعدم المبالغة فيه إذ لوحظ مؤخرا أن شرب الماء أو على الأقل التنزه مع قنينة ماء معدنية قد أصبح موضة جديدة عند البعض



هل يمكنك أن تشرب الكثير من الماء؟؟؟
هل بإمكانك حقاً شرب كميات كبيرة من الماء ؟
في كلمة واحدة .. نعم ..

إن شرب كمية كبيرة من الماء ممكن ولكنه يؤدي بك إلى حالة تعرف بالتسمم المائي وإلى مشكلة متعلقة بها أيضاً تعرف باسم "الهايبوناتريميا" hyponatremia .

يشاهد التسمم المائي بشكل شائع في الأطفال الرضع الذين هم دون شهرهم السادس من العمر ، ويشاهد أحياناً في الرياضيين .

يصاب الرضيع بالتسمم المائي نتيجة لرضعات الماء الكثيرة التي يشربها من قارورة الرضاعة أو من طعام الطفل الممدد بالماء بشكل كبير . كما يمكن للرياضيين أن يعانوا من التسمم المائي فالرياضيون يتعرقون بشكل كبير جداً مما يجعلهم يخسرون الماء إضافة إلى الإلكتروليتات الموجودة في أجسامهم .

ينتج التسمم المائي والهيبوناتريميا عندما يشرب الشخص الذي فقد الكثير من الماء كمية كبيرة من الماء دون أن يرافق ذلك تناول للإلكتروليتات أو "الكهرليتات" ..



ما الذي يحدث في حالة التسمم المائي؟

عندما يدخل الكثير من الماء إلى خلايا الجسم فإن الأنسجة تنتفخ بسبب الزيادة من السوائل .

تحافظ خلايا جسمك على تركيز معين من الأملاح ولذلك فإن زيادة الماء في الوسط المحيط في الخلية أو ما يعرف بالمصل يؤدي إلى سحب الصوديوم من داخل الخلية إلى خارجها أي إلى المصل للمحافظة على التركيز المطلوب .

وتراكم المزيد من الماء فإن تركيز الصوديوم في المصل يصبح في الحالة المعروفة بـ"هايبوناتريميا" .

الطريقة الأخرى التي تحاول الخلايا بها استعادة التوازن الإلكتروليتي هي اندفاع الماء من خارج الخلية إلى داخلها من خلال الحلول أو التناضح "وهو حركة الماء من التركيز الأعلى إلى التركيز الأخفض عبر غشاء نفوذ"

ومع أن الإلكتروليتات تكون بتركيز أكبر في داخل الخلية فإن الماء في خارج الخلية أكبر تركيزاً " لأنه يحتوي إلكتروليتات بكمية أقل فيتحرك الماء والإلكتروليتات عبر غشاء الخلية لتحقيق الاتزان في التركيز ، وفعلياً فإن الخلايا قد تنتفخ إلى حد الانفجار .

بالنسبة للخلايا فإن التسمم المائي يؤدي إلى نفس التأثيرات التي يمكن أن تحدث عند الغرق في الماء .

فقدان الاتزان الإلكتروليتي وانتفاخ النسج قد يؤدي إلى اضطراب في خفقان القلب أو دخول بعض السوائل إلى الرئتين وتهيج في جفن العين .

يؤدي الانتفاخ إلى وضع ضغط على الدماغ والأعصاب مما يؤدي إلى سلوك يماثل التسمم الغولي"الكحولي".

وانتفاخ النسج الدماغية يؤدي لحدوث نوبات وغيبوبة وقد يؤدي إلى الموت لا سمح الله في أشد الحالات ما لم يتم حصر الماء ومنع المزيد منه من دخول الخلايا بإعطاء المصاب مقويات ملحية شديدة الفعالية .



وإذا أعطي العلاج قبل أن يتضرر المزيد من الخلايا فإن المريض يمكن أن يتحسن في غضون بضعة أيام ...

إن كليتي الشخص السليم البالغ يمكن أن تعالج خمسة عشر لتراً من الماء في اليوم ومن غير المتوقع لذلك أن تصاب بتسمم الماء حتى ولو شربت كثيراً من الماء طالما أنك تشرب في فترات متقطعة ولا تقوم بإدخال كميات كبيرة من الماء دفعة واحدة في وقت واحد .

وكقاعدة عامة فإن أغلب الأشخاص البالغين عليهم أن يتناولوا ثلاثة أرباع الغذاء من السوائل كل يوم ، وأغلب الماء الذي يحتاجه الجسم البشري يأتيه من الطعام ولذلك فإنه من المستحب أن تشرب حوالي 8 كؤوس من الماء يومياً وقد تحتاج كمية أكبر من الماء إذا كنت تخضع لعلاج معين ...

وكخلاصة لما سبق فإنه يمكنك أن تشرب كثيراً من الماء وطالما أنك لست رضيعاً ولست عداء ماراثون فان التسمم المائي هو حالة نادرة بالنسبة لك ..



ودوم الصحة والسلامة للجميع