رهوووف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المنتدى العربى الشامل
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دمـــــعــــــــة فـــــــــــــــي فــــــــــــــــــــــــــــرح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
koka
عضو نشيط
عضو نشيط
koka


عدد الرسائل : 78
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

دمـــــعــــــــة فـــــــــــــــي فــــــــــــــــــــــــــــرح Empty
مُساهمةموضوع: دمـــــعــــــــة فـــــــــــــــي فــــــــــــــــــــــــــــرح   دمـــــعــــــــة فـــــــــــــــي فــــــــــــــــــــــــــــرح Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 05, 2008 9:13 pm

[right
]امتلأت الغرفة بالمهنئات..
انظر إلى زميلاتي وقريباتي.. الكُل يسلم.. ويبارك..
بارك الله لكما وبارك عليكما.. وجمع بينكما في خير..
ويدعو بالتوفيق والذرية الصالحة
بعد دقائق..
جلست وحيدة أترقب القادم.. سقطت من عيني دمعة
عندما تذكرتُ أمي وهي تدعوا لي بالزوج الصالح
كأنني في حلم.. رجعت بالذاكرة سنين طويلة..
صباح ذاك اليوم..
أين أمي..؟ أين ذهبت..؟
ارتفع صوتي أكبر من هامتي.. فأنا أبنت خمس سنين
أعدت السؤال.. أين أمي..؟
كانت الدموع.. الجواب
هناك من أضاف.. بصوتٍ ضعيف.. قطعة البكاء
ذهبت إلى الجنة إن شاء الله..
لا أعرف في ذلك اليوم.. من أبكى الآخر..؟
أهي أنا وأخي صاحب الثلاث سنوات.. أم بكاء من حولنا..؟
أمسكت بيد أخي نبحث عن أُمنا
تعبت من الجري هنا.. وهناك..
صعدنا إلى الدور العلوي..
طرقنا أبواب الغرف جميعاً.. ذهبنا إلى المطبخ..
ورغم التعب لم نجدها..
عندها.. تأكدت أن أمي ليست في المنزل
ضممتُ أخي إليّ.. وبكيت
من التعب والإرهاق غفونا..
بعد ساعة أو ساعتين . أمسكت بيد أخي.. لنعيد البحث..
لم نجدها في المنزل.. رغم كثرة النساء
لقد كانت ملء السمع البصر.. ولكن أين اختفت..؟
بعد صمت طويل.. ووقوف مستمر.. تذكرت بفرح..
هناك مكان لم نبحث عنها فيه.. إنه ظل الشجرة..
كانت تحب ذلك المكان.. بسرعة أجري
تعبنا من نزول الدرج.. وسقط أخي من شدة جذبي له..
ولكننا في النهاية.. لم نر سوى الشجرة..
نظرت أعلى الشجرة.. تحتها.. كل مكان وقع عليه بصري..
ليس هنا سوى الشجرة.. وبقايا زرع كانت تُحبه
ولكن أين أمي..؟
فجــــــــأة..
تعالت الاصوات.. رأيت الرجال وقد تنادوا
أطرقت سمعي.. وأشخصت بصري..
لحظات من الحركة السريعة..
مروا من أمامنا يحملون شيئاً على أكتافهم
قلت لأخي حين سألني.. ما هذا..؟
قلت له ببراءة الأطفال..
هذا شيء ثقيل.. فالكل يشارك في حمله..
لم أعرف أن تلك المحمولة.. هي.. أمي..
وإلا لأمسكت بها.. ولم أدعها تذهب..
اختفى الرجال..
هدأت الأصوات.. وساد الصمت..
جلسنا نلعب في التراب بطمأنينة..
في ظل الشجرة.. كعادتنا عندما تكون أمي بجوارنا..
هذا أول يوم نخرج فيه إلى الحديقة بدون حذاء..
نعطش.. فلا نجد الماء..
أقبلت إحدى قريباتي وأخذتنا معها إلى الداخل..
في صباح الغد..
بدأنا مشوار البحث في كل مكان..
استجمعت قواي.. قلت لأخي وهو يبكي من حولي..
سترجع أمي.. وستعود.. وستعود
هبت جدتي مسرعة عندما ارتفعت أصواتنا بالبكاء
ضمتنا إلى صدرها..
لازلت أتحسس دمعتها التي سقطت على رأسي..
كلما شاهدت أماً قبلتها.. فيها رائحة أمي..
تذكرت يوماً.. أنها قالت لي عندما أغضبتها
سأذهب.. وأترككم..
لازلت أتذكر حينما أتينا لزيارتها في المستشفى..
بجوار سريرها.. حملني أبي.. وقال لها.. هذه أروى..
ضمتني وقبلتني.. ثم قبلت أخي..
تساقطت دموعها وهي تضغط على يدي الصغيرة.. وتقبّلها بقوة
كل يوم يطرق سمعي.. آخر صوت سمعته منها..
أستودعكما الله الذي لا تضيع ودائعه..
ثم أجهشت بالبكاء.. وغطت وجهها..
أخرجونا من غرفتها.. ونحن بكاءٌ.. ودموع..
بدأنا رحلة التنقل
رحلتُ من دارٍ كان لي فيها أبٌ وأمٌ.. وأخ..
رحَــلَـتَ ونحن رحلنا..
بعد خمس سنوات..
رجعت إلى دار أبي.. قادمة من بيت جدتي..
أنا.. وأخي..
وغائبُ الموت لا ترجون رجعته إذا ذوو غيبةٍ من سفرةٍ رجعوا
امرأةٌ في بيت أبي..
هذه أسماء.. سلّموا عليها..
ليست أمي.. لكنها نِعم الزوجة الصالحة لأبي..
اهتمت بتربيتنا تربية صالحة.. حرصت على متابعتي دراستي..
بدأت تحثني على حفظ القرآن.. اختارت لي الرفقة الصالحة..
هيأت لي ولأخي.. ما نريد.. بل أكثر من ذلك..
أحياناً كثيرة نُغضبها.. لكن رغم ذلك..
كانت المرأة الصبورة.. العاقلة..
لم تُضع دقيقة من عمرها بدون فائدة..
لسانها رطبٌ من ذكر الله.. جمعت بين الخُلق والدين
ملأت فراغاً كبيراً في حياتنا..
هذا هو تفسيرها للمعاملة الطيبة.. عندما سألتها فيما بعد..
قلت لها.. أنتِ تختلفين عن زوجات الآبـــاء
فأين الظلم.. وأين المعاملة السيئة..
قالت.. أخاف الله.. وأحتسب الأجر في كُل عملٍ أقوم به..
أنتم أمانة عندي.. لا تعجبي..
حتى في ترتيب شعرك أحتسب الأجر..
ثم يا أروى.. كم تحفظين من القرآن..؟
أليس لي أجرٌ إن شاء الله في ذلك..
أليس لي أجرٌ في تربيتك التربية الصالحة..
كل ما عملته ابتغاء مرضاة الله.. وأضافت..
كما أن الإنسان يطلب الأجر والمثوبة في العبادات كالصوم والصلاة فأنه يطلبها في المعاملة..
المسلم يا بنيتي مطالب بالمعاملة الحسنة..
قاطعتها..
ولكننا نتعبك.. وقد نضايقك..
يا أروى في كل عمل تعبٌ ونصب.. الجنة لها ثمن..
تعلمين أن في الصيام تعب وفي الحج مشقة..
والله سبحانه وتعالى يقول: { فمن يعمل مقال ذرةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرةٍِ شراً يره}
ما ترينه حولك من ظلم زوجات الآباء لن يمر دون حساب..
بل حسابٌ عسير..
ما ذنب يتيم يُظلم.. وصغيرٍ يُقهر..
الظلم ظلماتٌ يوم القيامة
قلت لها.. والعبرات تخنقني..
هذه دعوة أمي رأيتها في حُسن معاملتك لنا..
فالله لا تضيع ودائعه..
فجـــــــأة أنقطع شريط الذكريات..
طُرق الباب..
دخلت زوجة أبي.. سلّمت.. وباركت
قبلتُ رأسها.. ولها عندي أكثر
مثال المرأة المسلمة
قالت.. ودمعةٌ منها تُودّع..
لا تنسي أن تحتسبي عند الله كل عملٍ تقومين به..
لقد حفظتُ حديث الرسول (( إذا صلّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها.. أدخلي الجنة من أي الابواب شئتِ))
والآن.. جاء دور التطبيق..
قلت في نفسي..
ما أخطأ أبي حين تزوج امرأة صالحة..
ما أخطأ أبي حين تزوج امرأة تخاف الله..

الفوائد من القصة:
- أن الزوجة الثانية ليست دائماً تكون شريرة، خاصة إن كانت ملتزمة بالدين الحنيف، فقد تكون أصلح في تربية أبناء زوجها من أمهم التي ولدتهم.
- أن هذه المرأة الصالحة هي ثمرة دعاء أم البنت الصالحة رحمها الله، فمن هنا تظهر لنا أهمية الدعاء وعظيم تأثيره.
- وجوب العطف على الأيتام، وخاصة أبناء الزوج.
- وجوب التحري عند العزم على الزواج من زوجة ثانية بأن تكون ذات دين وعقل وخُلق
.[/right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دمـــــعــــــــة فـــــــــــــــي فــــــــــــــــــــــــــــرح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رهوووف :: المنتدى لعام :: قسم القصص والخيال-
انتقل الى: